ما هو سرّ الزواج؟

 ما هو تصميم الله في شأن الرّجل والمرأة؟

إنّ الله الّذي هو “محبّة”، وخلق الإنسان عن حبّ، دعاه إلى الحبّ. وعند خلقه الرّجل والمرأة دعاهما، في الزّواج، إلى شركة حياة وحبّ حميمة بينهما، “لذلك ليسا هما بعد اثنين بل واحدٌ” (متّى 6:19). وباركهما الله وقال: “انموا واكثروا” (تكوين 28:1).

ما هي غايات الله في إنشاء الزّواج؟

إنّ اتّحاد الرّجل والمرأة الّذي أسّسه الخالق ووضع له قوانين خاصّة، يهدف من طبيعته إلى الشّركة بين الزّوجين وخيرهما، وإلى إنجاب الأولاد وتربيتهم. وبحسب خطّة الله الأصليّة، الاتّحاد بين الزّوجين لا تُفصم عراه (الديمومة)، كما أكّد ذلك يسوع المسيح: “ما جمعه الله لا يفرّقه إنسان” (مرقس 9:10).

كيف تهدّد الخطيئة الزّواج؟

بفعل الخطيئة الأولى الّتي سبّبت أيضًا تصدّع الشّركة الّتي منحها الخالق، بين الرّجل والمرأة، صار اتّحاد الزّوجين، مرارًا كثيرة جدًّا، عُرضة للخلاف والخيانة. إلّا أنّ الله، في رحمته الّلامتناهية يمنح الرّجل والمرأة نعمة تحقيق وحدة حياتهما بحسب قصده الإلهيّ الأصليّ.

ما هو تعليم العهد القديم في شأن الزّواج؟

إنّ الله، خصوصًا من خلال تأديب الشّريعة والأنبياء، يساعد شعبه على أن يُنضج تدريجيًّا في ذاته وعي. وحدانيّة الزّواج (unicité) وديمومته (indissolubilité) والميثاق الزّوجيّ بين الله وإسرائيل يهيّئ ويصوّر مُسبقًا العهد الجديد الّذي أقامه ابنُ الله، يسوعُ المسيح، مع الكنيسة عروسه.

ما هو الجديد الّذي أتى به المسيح في الزّواج؟

إنّ يسوع المسيح لم يعُد فقط النّظام الأوّل الّذي أراده الله، بل هو يؤتي النّعمة الّتي تمكّن من عيش الزّواج في كرامته الجديدة بكونه سرًّا، أي علامة محبّته للكنيسة عروسه: “أيّها الرّجال، أحبّوا نساءكم كما أحبّ المسيح الكنيسة” (أفسس 25:5).

هل الزّواج إلزاميّ للجميع؟

ليس الزّواج إلزاميًّا للجميع. وعلى الخصوص، يدعو الله بعض الرّجال وبعض النّساء إلى اتّباع الرّبّ يسوع في طريق البتوليّة والعزوبة لأجل ملكوت السّماوات، فيجعلهم ينصرفون عن خير الزّواج الكبير، ويهتمّون بأمور الرّبّ، ويسعون إلى مرضاته. وهكذا يصبحون علامة الأوّليّة المطلقة لمحبّة المسيح، وانتظار عودته المجيدة على أحرّ من الجمر.

كيف يُحتفل بسرّ الزّواج؟

بما أنّ الزّواج يجعل الزّوجين في حالة حياة علنيّة في الكنيسة، فالاحتفال به علنيٌّ في حضور الكاهن (أو الشّاهد الكنسيّ ذي الصّفة) والشّهود الآخرين.

ما هو الرّضى الزّوجيّ؟

الرّضى الزّوجيّ فعل إرادة صريح من رجل وامرأة أن يهب كلٌّ منهما للآخر ذاته بالتّيادل نهائيًّا، كي يعيشا عهد حبّ وفيّ وخصيب. وبما أنّ الرّضى يصنع الزّواج فلا بدّ منه ولا شيء يقوم مقامه. ولكي يجعل الرّضى الزّواج صحيحًا يجب أن يكون موضوعه الزّواج الحقيقيّ، وأن يكون فعلًا بشريًّا وحرًّا وبريئًا من كلّ عنف أو قَسْر.

ما هو المطلوب عندما يكون أحد الزّوجين غير كاثوليكيّ؟

لكي تكون جائزةً الزّواجات المختلطة (mixtes: بين كاثوليكيّ ومعمَّد غير كاثوليكيّ)، لا بدّ من ترخيص (permission) من السّلطة الكنسيّة. ولكي تكون صحيحةً الزّواجات في حالة اختلاف الدّين (disparité de culte: بين كاثوليكيّ وغير معمّد)، )، لا بدّ من تفسيح (dispense). وفي كلّ حال، يجب ألّا يَستبعد الزّوجان الاعتراف بغايات الزّواج (fins) وخصائصه (propriétés) الجوهريّة، وأن يقبل الزّوج الكاثوليكيّ، بمعرفة الطّرف الآخر أيضًا، بما عليه من التزامات: المحافظة على إيمانه، وتعميد الأولاد وتربيتهم في الكنيسة الكاثوليكيّة.

 

ما هي مفاعيل سرّ الزّواج؟

من سرّ الزّواج ينشأ بين الزّوجين وثاق دائم ومقصور عليهما. والله نفسه يقرّ رضى الزّوجين. وبالتّالي فالزّواج الّذي عُقد واكتمل بين معمَّدين لا يمكن أبدًا أن تنفصم عُراه. ومن جهة أخرى يمنح السّرّ الزّوجين النّعمة الضّروريّة لبلوغ لبقداسة في الحياة الزّوجيّة، والقبول المسؤول وتربية الأولاد.

ما هي الخطايا الثّقيلة في شأن سرّ الزّواج؟

هي الزّنى، وتعدّد الزّوجات الّذي يناقض المساواة في كرامة الرّجل والمرأة، والحبّ الزّوجيّ في وحدانيّته واقتصاره على الزّوجين؛ ورفضُ الخِصْب الّذي يحرم الحياة الزّوجيّة من عطيّة الأولاد؛ والطّلاق الّذي يناقض الديمومة.

متى تقبل الكنيسة بالافتراق الجسدي؟

تقبل الكنيسة بأن يفترق الزّوجان افتراقًا جسديًّا عندما تمسي المساكنة بينهما لأسباب خطيرة، مستحيلة عمليًّا، حتّى وإن كانت ترغب في المصالحة بينهما. ولكن ما دام أحد الزّوجين حيًّا لا يحقّ لأيّ منهما أن يعقد زواجًا جديدًا، إلّا إذا كان زواجهما باطلًا، وأعلنت ذلك السّلطة الكنسيّة.

ما هو موقف الكنيسة من المُطلَّقين الّذين عقدوا زواجًا جديدًا؟

إنّ الكنيسة الأمينة لربّها لا تستطيع الاعتراف بصحّة زواج المُطلّقين الّذين يعقدون مدنيًّا زواجًا آخر. “مَن طلّق امرأته وتزوّج غيرها فقد زنى عليها”. وإن طلّقت امرأة زوجها وتزوّجت غيره فهي زانية” (مرقس 11:10- 12). هؤلاء تعاملهم الكنيسة باهتمام ورعاية، وتدعوهم إلى حياة الإيمان، وإلى الصّلاة والأعمال الصّالحة، وإلى تربية أولادهم تربية مسيحيّة. ولكنّهم لا يستطيعون، ما دام وضعهم قائمًا، وهو وضع يناقض موضوعيًّا شريعة الله، أن يقبلوا الحلّة السرّيّة ، ولا المناولة الإفخارستيّة، ولا الاضطلاع ببعض المسؤوليّات الكنسيّة.

لماذا تدعى أيضًا الأسرة المسيحيّة الكنيسة البيتيّة؟

لأنّ الأسرة تظهر وتكشف طبيعة الكنيسة بكونها أسرة الله والّتي هي شركة وأسرة. وكلّ عضو من أعضائها له وظيفته الخاصّة، ويمارس الكهنوت العِماديّ، مساهمًا في جعل الأسرة جماعة تشترك في النّعمة والصّلاة، ومدرسة فضائل إنسانيّة ومسيحيّة، وأوّل مكان لإعلان الإيمان للأولاد.