البطريرك في روما واجتماع مصالحة قريباً

جريدة النهار 12 نيسان 2011

الراعي بدأ زيارته بطريركاً للفاتيكان:
نعمل للبنان الرسالة وأسير على خط صفير

روما – من حبيب شلوق:
بدأ البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لقاءاته الكنسية الرسمية في روما امس، بلقاء عقده الساعة الثامنة مساء بتوقيت بيروت مع وزير خارجية الفاتيكان المونسنيور دومينيك مامبرتي عرضا خلاله الاوضاع اللبنانية الكنسية والعامة في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة.
واليوم يلتقي البطريرك رئيس مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري في مقر المجمع، وغدا امين سر الدولة الكاردينال ترشيتسيو برتوني، وبعد غد الخميس اللقاء المرتقب مع البابا بينيديكتوس السادس عشر.
اما في الجانب الرسمي، فتحدد اول لقاء مع وزير الخارجية الايطالي صباح غد الاربعاء.
وكان البطريرك الراعي، سافر صباح امس الى روما، ورافقه من بكركي وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال زياد بارود ممثلا رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفي صالون الشرف في المطار سئل البطريرك هل سيحصل لقاء مسيحي كما ورد في وسائل الاعلام بعد عودته من روما؟ اجاب: «انا اعلنت برنامج عملي «شركة ومحبة» وهو شعار لقي صدى كبيرا في قلوب الجميع، كلهم تمنوا ان نعقد لقاءات «شركة ومحبة». ولا اقول سيعقد لقاء تنقية قلوب انما «شركة ومحبة»، انما ينبغي ان تتعاون السلطة السياسية والكنسية، وهذا التعاون يجعل من رؤساء الطوائف مسؤولين عن المبادئ والثوابت الاساسية بين كل الناس، اما رجال السياسة فيأخذون خياراتهم التطبيقية لهذه الثوابت. كذلك فاللقاء المذكور سيحصل ولكن بهذه الروحانية، اي لا مصالحات ولا تصفية قلوب ولا تصفية قلوب، نحن نعيش بايجابية، نتعاون في عيش مبادئنا وثوابتنا».
وقيل له انه غيّر مبدأ بكركي التي تزار ولا تزور وقام بزيارات متعددة في هذا الاطار؟ فقال: «يمكن الناس بتنسى شو بيصير». ما قمت به انا، قام به سيدنا البطريرك صفير. لكن الناس نسوا ما حصل قبل 25 عاما وانا رافقته في الزيارات الرسمية التي قام بها. ولكن اكيد هناك حيز من البروتوكول نعيشه ولكن انا انفذ الطريقة نفسها والخط نفسه».
وجدد ردا على سؤال تأكيده ضرورة تأليف الحكومة الجديدة «نحن نصلي منذ كلف الرئيس ميقاتي لتؤلف الحكومة بأسرع وقت، اذ ان لبنان لا يحتمل اي تأخير ويجب عدم الاكتفاء بحكومة تصريف اعمال».
ورافق البطريرك الراعي الى روما على الطائرة نفسها ممثل رئيس الجمهورية الوزير بطرس حرب، والوزير سليم الصايغ والنواب هادي حبيش ورياض رحال وعباس هاشم، والوزير السابق ميشال إده على رأس وفد من «المؤسسة المارونية للانتشار»، واعضاء في المجلس التنفيذي للرابطة المارونية، وكريمتا النائب العماد ميشال عون كلودين عون وشانتال عون باسيل.
وفي مطار فيوميتشينو في روما، كان في استقبال البطريرك سفير لبنان في الفاتيكان جورج خوري والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في روما كريم خليل، ورئيس المجلس العام الماروني وديع الخازن والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية الاباتي طنوس نعمة، والوكيل البطريركي في روما المونسنيور طوني جبران ورئيس دير مار انطونيوس للرهبانية المارونية الانطونية الأب داود رعيدي.
ومن المطار الى دير مار انطونيوس للرهبانية المريمية، حيث أمضى البطريرك 13 عاماً، استقبل البطريرك بالتصفيق ثم ألبس الثياب الحبرية، وأدى صلاة شكر في الكنيسة، في حضور رئيس المجمع الشرقي الكاردينال ليوناردو ساندري، ثم القى الأب شربل مهنا كلمة حيا فيها البطريرك وقدم أيقونة العذراء الى البطريرك هدية تذكارية.
ثم اقامت وكالة الرهبانية المريمية، غداء تكريماً للبطريرك حضره الكاردينال ساندري ورئيس بلدية روما دجني أليمنّو ومدعوون والوفد المرافق للبطريرك.

 

جريدة النهار 12 نيسان 2011

اللقاء الماروني الرباعي يعقد الثلثاء في بكركي
والاتصالات التمهيدية مرّت بتحفظات لبعض الأركان

كتبت هدى شديد:
الثلثاء في التاسع عشر من نيسان الجاري، وفي مطلع أسبوع الآلام، يستضيف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لقاءً قيادياً مارونياً في الصرح البطريركي في بكركي، يأتي كخطوة أولى في مسيرته الرعوية اثر عودته من الفاتيكان بعد تسلمه من البابا بينيديكتوس السادس عشر درع التثبيت. وهذا الاجتماع الذي أعدّ له بصمت كبير، من أجل انجاحه، يدشّن فيه البطريرك الجديد مصالحة تاريخية بين قطبين مارونيين أخفقت كل محاولات جمعهما حتى الآن، وأرضية مشتركة لنهجين سياسيين متناقضين عنوانها حماية مصالح المسيحيين عموماً والموارنة خصوصاً. ولذلك، انتهت المفاوضات، الى التوافق أخيراً على أن يضمّ هذا اللقاء كبداية أربع قيادات، اثنان من كل محور سياسي، الرئيس أمين الجميّل ورئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع من فريق الرابع عشر من آذار، والنائب العماد ميشال عون، ورئيس «تيّار المردة» سليمان فرنجية من الفريق الأكثري الجديد.
وعلم أن الاتصالات التي باشرها البطريرك الراعي غداة انتخابه بطريركاً جديداً قد مرّت بالكثير من المدّ والجزر، وبالشروط والشروط المضادة التي وضعها كل من الأطراف الأربعة من أجل المشاركة في لقاء كهذا. فالفوارق كبيرة في الخيارات السياسية، لدى كل من الفريقين، والاختلاف في وجهات النظر يكاد يجعل أي بحث في أي جدول أعمال عبثياً، طالما أن لكل فريق اصطفافه السياسي الذي لا يمكنه الخروج عنه أو ادارة الظهر له…
ولكن على رغم اتساع الهوة، فان العمل تركّز على قواسم مشتركة تلتقي حولها القيادات، بدءاً من رغبة كل منها في أن تتعاطى بايجابية وانفتاح مع البطريرك الجديد، وعدم تحمّل مسؤولية اقفال الأبواب بوجهه وهو في بداية مسيرة راعوية ووطنية طويلة، فضلاً عن أن كلاً من الأربعة لا يخرج عن أولوية حماية مصالح طائفته، التي تعتبر أساساً في حماية أي مصلحة وطنية عليا.
وعلى رغم هذه الأرضية التي تمّ بناء الاتصالات عليها، فان مهمة الأب فادي تابت الذي كلّفه البطريرك الراعي بمتابعتها لم تكن سهلة على الاطلاق. وهو تنقّل بين بكفيا التي كانت الأكثر تجاوباً، والرابية حيث قبل العماد عون بشروط، فيما جاره النائب فرنجية كان مرحّباً طالما أن السقف الذي وضعه العماد عون يريحه. ولكن الطريق الى معراب كانت سهلة صعوداً ولكن متعثّرة في العودة. فلرئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية حساباته التي تبدأ من التحوّلات السياسية الكبيرة في المحيط العربي والاقليمي، وصولاً الى زغرتا والبترون، والجبل،وبيروت، حيث لحلفائه حقّهم في المشاركة ان في الشكل أو في المضمون. فهل يذهب الى لقاء لا يضمّ قيادات مارونية أخرى، هي حليفة له؟ وهل يقبل ببيان لا يحمل اتفاقاً جوهرياً على قضايا كبرى، تشكّل جوهر الخلاف السياسي بين الفريقين؟
ووفق معلومات خاصة، فان هذه الاشتراطات والتحفّظات بين الرابية ومعراب، كادت أن تقوّض المسعى البطريركي، على رغم كل التجاوب. واقترح على البطريرك أن يوسّع اللقاء ليضم أيضاً ثلاث أو أربع شخصيات مارونية، أخرى بالاضافة الى الاقطاب الأربعة، ولكن الرفض لم يقتصر على العماد عون فحسب، لا بل أن البطريرك الراعي لديه محاذير من توسيع اللقاء من الوهلة الأولى، أولّها عدم ترك الانطباع بأننا أمام « لقاء قرنة شهوان جديد». ولذلك، انتهى المسعى الى حصر اللقاء في المرحلة الأولى بعنوان المصالحة، وضمن اطار حفظ التوازن بين الفريقين، على أن تدرس فيه الخطوات اللاحقة، وتوسيع حلقة اللقاءات. ولذلك أعدّت الدعوة ووجّهت الى الجميل وعون وجعجع وفرنجية، الذين سيشاركون في قداس، قبل عقد اللقاء برعاية البطريرك الراعي وحضوره. وقد وضع له جدول أعمال يتناول كل القضايا التي تهمّ الوطن عموما والطائفة المارونية خصوصا، ومنها الموقف من الاستراتيجية الدفاعية، والوضع الديموغرافي للمسيحيين، والهجرة، وبيع الأراضي، وواقع المسيحيين في ادارات ومؤسسات الدولة، وغيرها… وليس واضحاً اذا كان سيصدر بيان عن المجتمعين يتناول الموقف من كل هذه القضايا، أم أنه يحصر بما يتعلّق بشؤون الطائفة وشجونها.