تثبيت الشراكة مع البابا

الراعي احتفل بقداسه الاول بعد تثبيت الشراكة في الفاتيكان: نعود الى بلداننا ملتزمين عيش الشركة والمحبة في العائلة والكنيسة
(15 نيسان 2011(

احتفل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بقداسه الأول بعد تثبيت الشراكة مع البابا بنديكتوس السادس عشر، في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان، في حضور ممثلي رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ووزراء ونواب من مختلف الكتل النيابية وحشد من الشخصيات السياسية والقيادات التي توافدت من لبنان ودول الانتشار. كما شارك في القداس سفير لبنان لدى الفاتيكان جورج خوري وسفير ايران لدى الكرسي الرسولي.

واحتفل مع الراعي، رئيس المجمع الشرقي الكاردينال ليوناردو ساندري والأساقفة الموارنة والرؤساء العامون والكهنة المتواجدون في روما. وخدمت القداس جوقة الرعية المارونية بقيادة الأب خليل رحمة.

في بداية القداس، ألقى المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي المونسنيور طوني جبران كلمة اكد فيها “ان المشاركة الوطنية الجامعة التي تتمثل في هذا الاحتفال تعكس حقيقتين وطنيتين ثابتتين، الأولى هي تمسك جميع اللبنانيين بخيار الوحدة ضمانة للمستقبل، والثانية هي تعلقهم بشخصكم الكبير وولاؤهم لموقعكم الروحي والوطني. ولقد اخترتم يا صاحب الغبطة شعارا لبطريركيتكم يجسد هاتين الحقيقتين، كما يجسد طموح اللبنانيين الى ترسيخ عيشهم الواحد وتحصينه بالشركة والمحبة”.

وأمل ممثل البابا بندكتوس السادس عشر في كلمة القاها خلال القداس ان يتمكن الراعي من ان يقود الكنيسة بعزم الى السلام الداخلي بفضل المشورة والتعاون مع المطارنة في السينودس، داعيا الى ان يكون أبا للكنيسة وراع على صورة المسيح يحب كل المؤمنين كما فعل سيدنا المسيح.

بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة اعتبر فيها ان “هذا المذبح المقدس الذي يعلو ضريح القديس بطرس الرسول، ومنه نعلن ايماننا المسيحي الكاثوليكي بالاتحاد مع خليفته قداسة الحبر الأعظم، أشكر من صميم القلب إخواني السادة المطارنة وقدس الرؤساء العامين والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين الذين رافقوني كل هذه الأيام التي أعربنا فيها بشكل عمومي عن الشركة الكنسية مع قداسة البابا بنديكتوس السادس عشر. أنتم أيها اللبنانيون، المسيحيون والمسلمون، الوافدون من مختلف البلدان، الذين مثلتم مختلف الكنائس والطوائف الاسلامية، سنة وشيعة ودروزا ومختلف الكتل النيابية والأحزاب والتيارات السياسية، لقد كملتم بحضوركم المتوج بصاحب المعالي ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية وبأصحاب المعالي الوزراء وسعادة النواب ممثلي الحكومة ومجلس النواب، جمال اللقاءات التي جمعتنا طيلة هذا الاسبوع حتى هذا الاحتفال البهي المقدس”.
واضاف “لا يسعني إلا أن أشكر من صميم القلب المؤسسات المارونية التي أسهمت في إحياء هذه اللقاءات، أعني: المؤسسة المارونية للانتشار، والمجلس العام الماروني، ومؤسسة البطريرك المكرم اسطفان الدويهي، والرابطة المارونية وكل الذين ضحوا وسخوا في سبيل تحقيق هذه الزيارة وما شملت من برامج ونشاطات واستضافات، وأخص بالذكر الوكالات العامة لدى الكرسي الرسولي البطريركية والرهبانية، مريمية ولبنانية وانطونية”.

واردف الراعي “ها نحن نعود الى لبنان والى البلدان التي أتينا منها، ملتزمين عيش الشركة والمحبة في العائلة والكنيسة، كما وفي المجتمع والوطن، ومدركين ان المسيح الرب، والراعي الصالح، يعرفنا نحن خرافه، فلنسع كل يوم الى معرفته أكثر فأكثر بكلمة الانجيل وتعليم الكنيسة، والى الاتحاد به وبالآب والروح القدس بنعمة الأسرار، والى الشهادة لمحبته بالعمل والحق. وهكذا نبني وحدتنا التي دعانا اليها قداسة البابا، فتصح فينا كلمة انجيل اليوم: “أعرف خرافي، وخرافي تعرفني وتسمع صوتي، فتكون الرعية واحدة لراع واحد”.