الإعتراف

الإعتراف

III – التشكيك بسرّ الإعتراف

الضرر: إبعاد الشبيبة عن هذا السرّ العظيم.

النتيجة: إبقاء الشبيبة تحت سيطرة الخطيئة وخاصة رذيلة
الكبرياء التي ترفض التواضع والإقرار بالخطايا.

 

1- إعتراض:  الكاهن لا يستطيع غفران الخطايا. وحده الله يغفر الخطايا. نحن نعترف مباشرة لله ولسنا بحاجة الى كاهن نعترف له.

جواب: لم يقل المسيح لتلاميذه: قولوا للناس أن يعترفوا مباشرة لله. بل قال: “خذوا الروح القدس. من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم.” (يوحنا 20 : 22- 23). “فليعترف بعضكم لبعض بخطاياه، وليصلّ بعضكم لبعض كي تشفوا. صلاة البار تعمل بقوة عظيمة” (يعقوب 5 : 16).

 

قال الكتاب المقدس: “فلما رأت الجموع ذلك، خافوا ومجّدوا الله الذي أولى الناس مثل هذا السلطان.” أي سلطان مغفرة الخطايا. لم يقل الكتاب المقدّس “الذي أولى ابن الإنسان هذا السلطان” بل قال: “الذي أولى الناس هذا السلطان.” الإنجيلي متى كان يعلم أن الله أولى التلاميذ مغفرة الخطايا لأنه كتب إنجيله بعد القيامة.

قال الكتاب المقدّس: “وهذا كله من الله الذي صالحنا بالمسيح وأعطانا خدمة المصالحة.” (2 قور 5 : 18).

فقد أعطوا التلاميذ خدمة مصالحة الناس مع الله من خلال الإعتراف بالخطايا وهذه خدمة لشفاء النفوس.

 

2- إعتراض: لقد غفر لنا الرب خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبلة، ولسنا بحاجة للإعتراف والحصول على الغفران.

جواب: علّمنا الرب يسوع أن نطلب في صلاة الأبانا أن يغفر لنا الآب ذنوبنا كما نحن نغفر لمن أساء إلينا. لماذا نطلب من الآب أن يغفر لنا إن كانت خطايانا الماضية والحاضرة والمستقبلة مغفورة؟ ولماذا طلب يسوع من تلاميذه أن يغفروا للناس إن كان قد غفرها لنا الرب؟

كيف نغفر لمن أساء إلينا؟

علّمنا الرب يسوع أن “إذا خطئ إليك (أخوك) سبع مرات في اليوم، ورجع إليك سبع مرات فقال: أنا تائب، فاغفر له” (لوقا 17 :  4).

هكذا سيغفر لنا الرب خطايانا

1- سرّ المعمودية: “توبوا، وليعتمد كل منكم باسم يسوع المسيح، لغفران خطاياكم، فتنالوا عطية الروح القدس” (أعمال 2 : 38).
نحصل على سرّ المعمودية مرة واحدة.

2- سرّ الإعتراف كتابيّ بامتياز: سيغفر لنا الرب كما نحن نغفر لمن أساء إلينا (لوقا 11 : 4).  كيف؟ ماذا نفعل؟ حين نسيء الى الله، نذهب الى من أُعطي خدمة المصالحة (2 قور 5 : 18) (أي الكاهن) ونرجع إلى الرب ونقول: أنا تائب (لوقا 17 :  4)، فيغفر لنا الكاهن باسم المسيح (يوحنا 20 : 22- 23). قد نفعل ذلك سبع مرات في اليوم (لوقا 17 :  4).

آيات تدعم سرّ الإعتراف:

“من كتم معاصيه لم ينجح، ومن اعترف بها وأقلع عنها يُرحَم” (أمثال 28 : 13).
“فقال يشوع لعاكان: “يا ولدي، مجّد الربّ، إله إسرائيل واحمده، وأخبرني بما فعلت ولا تكتمني”. فأجاب عاكان يشوع وقال: “لا شكّ إني خطئت الى الرب، إله إسرائيل، وفعلت كذا وكذا
(يشوع 7 : 19).

“فيعتمدون عن يده في نهر الأردن معترفين بخطاياهم” (متى 3 :6).

“فأخذ كثير من الذين آمنوا يأتون فيعترفون ويقرّون بأعمالهم” (أعمال 19 : 18).

الجندي الجريح

كان جيفري، 36 سنة، معمدانياً. دخل الجندية عندما كان عمره 20 سنة. أرسلته حكومته الى الكويت حيث شارك في حرب الخليج الأولى. بقي هناك 18 شهراً شهد خلالها مآسي الحرب وهول الموت.

 

عاد جيفري الى وطنه حاملاً في طيات نفسه جراحاً وذكريات أليمة. ومنذ ذلك الوقت بدأ يعاني الكوابيس. ذهب عند الأطباء النفسيين ولكن دون جدوى. فبدأ تعاطي المخدرات في السرّ وأصبح رجلاً عنيفاً الى أن دخل السجن.

 

التقيت جيفري سنة 2002 فسألني: “ما زلت أحمل أثقالاً كبيرة من الماضي. كل مرة أشعر بالقلق والخوف، أدخل غرفتي، أسجد وأعترف بخطاياي للرب وأقرأ في الكتاب المقدّس. أشعر أنّ أثقالي اختفت وأختبر سلاماً. ولكن في اليوم التالي تعود الأثقال وأقلق وأخاف. ماذا أستطيع أن أفعل؟”

فأجبته: “قال الرب يسوع: تعالوا الي أيها المتعبون والمثقلون بالأحمال وأنا أريحكم. كيف تأتي الى الرب؟ أين؟”
قال: “من خلال صلاتي وقراءتي الكتاب المقدّس”.
قلت: “ولكنك ما زلت تتألم من الكوابيس”.

قال: “ماذا أفعل؟ رأيت العديد من الأطباء”.
قلت: “قبل أن يصعد الرب يسوع الى السماء، قال لتلاميذه:  خذوا الروح القدس. من غفرتم لهم خطاياهم تغفر لهم، ومن أمسكتم عليهم الغفران يمسك عليهم (يوحنا 20 : 22-23). واليوم ما زال يسوع يرسل الكهنة ليغفر للناس زلاتهم من خلال سرّ الإعتراف”.

قال: “كيف يكون ذلك؟”
قلت: “إذهب الى كاهن ترتاح اليه وأجلب حياتك للمسيح وسيعطيك يسوع راحة كما وعد”.
قال: “سأستعدّ لذلك”.

وبعد أسبوعين، إعترف جيفري بجميع خطاياه وأخذ الحلة.

 

مرّت سنتان وجاء جيفري ليقول لي: “أبونا، منذ أن إعترفت بخطاياي عندك، لم أعد أعاني الكوابيس. لقد أعطاني الرب الراحة التي وعد بها”.
ثمّ أضاف: “أبونا، أريد أن أصبح كاثوليكيّاً”.
قلت: “هل يحاول أحد الضغط عليك؟”
قال: “لا، إنه قرار حرّ”.
قلت: “ما الذي جعلك تقرّر ذلك؟”

قال: “لم أختبر قط في الجماعات المسيحية الأخرى ما اختبرته في الكنيسة الكاثوليكية: سرّ الإعتراف وسرّ القربان”.
وبعد أن أعطيته التعليم المسيحي، أصبح جيفري كاثوليكيّاً.