ما هو هدف مبشري كلمة الإيمان؟

 

I- ما هو هدف مبشري كلمة الإيمان؟

هدفهم الأول والأخير هو المال والسلطة على النفوس. ولكي يصلوا الى هدفهم، يغرون الناس بالنجاح والصحة والازدهار مستعملين الكتاب المقدس كمفتاح ليصلوا الى أكبر عدد من النفوس. ومن منا لا يهمه أن تكون صحته جيدة وجيبته مليئة ومشاريعه ناجحة؟
ويعلّمون الشباب أن لكي يصلوا الى النجاح عليهم أن “يولدوا من جديد” . عظيم، هذا شعار جذاب ولكن  كيف يلدوا من جديد؟ يعودون الى الآية التقليدية التي يستعملها البروتستانت “أن تقبل يسوع مخلّصاً وأن تجعله ربّاً، حينئذ تولد من جديد. وهنا يغرون الناس قائلين: “هذا يجعلك تحصل على الأمور التي وعدك بها الرب في الكتاب المقدس.”
إذا نحن أمام وصفة بسيطة جداً تمكننا من الحصول على الوعود. وما هي هذه الوعود بالنسبة إليهم؟
النجاح. ألم يكن وعد المسيح لنا بالروح القدس في هذه الحياة والحياة الأبدية في الآخرة؟ فنحن هنا أمام وعود أرضية نحصل عليها بطريقة سحرية. هذا هو الوهم بحد ذاته.

حسناً، الله سيجعلني أزدهر روحياً ولكن ليس بطريقة “كوني فكانت”. وهو قادر أن يجعلني مزدهراً مادياً ولكن هذا الأمر غير ضروري وقد أبقى فقيراً بحسب مشيئته وذلك من أجل خلاص نفسي.

ويقوم “تيار كلمة الإيمان” بإغراء الشباب، وخاصة الذين عندهم نقمة على غيرهم، أن إذا فعلت كل ذلك (الوصفة السريعة للولادة الجديدة) تصبح لديك القدرة على (وهنا يستعملون آية 2 قورنتس 10 : 4 – 5) هدم الحصون (في الاصدقاء) وهدم الاستدلالات (أي تفسيرات خادم رعيتي التقليدي)  وكل كبرياء (أي من يعارضني) تحول دون معرفة الله (على طريقة Kenneth Hagin) ونأسر كل ذهن (سيطرة على الناس) لنهديه (نحن المرشدين) الى طاعة المسيح. تبدو مغرية جداً لشخص عنده نقمة على خوري الرعية وعلى أصدقائه. هذا هو نجاح بنظرهم.

ويعلمون أن النجاح الحقيقي هو قدرة الله ليوفّر كل حاجات الناس في كل الظروف. وكيف يسدد حاجات الناس؟ من خلال “إذا رميت خبزك على وجه المياه فإنك تجده بعد أيام كثيرة” [1]أي أن تتبرع بأموالك ل”جسد المسيح” أي جيبتهم (وهذا ما يفسّر إقبال الناس على التبرع بأموالهم لهؤلاء “الرعاة” ليس من أجل التبرّع بل من أجل الحصول على مقابل من الله أي من أجل النجاح. ولذلك ترى الناس مفلسين و”الرعاة” يعيشون في ترف منعم). يقولون: “إن أردت أن تزدهر، عليك أن تعطي بسخاء.” ويستعملون الآية أن “حب المال أصل كل شر” لا لكي يتجنبوا الأموال والغنى بل ليقنعوا الناس بالتخلي عن أموالهم لمصلحة “الرعاة” وطبعاً “البشارة”. البشارة بماذا؟ بإنجيل الصحة والازدهار. هذا هو الصنم الذي يعبدونه: الصحة أي الجسد والازدهار أي المال.

ويعلمون أن النجاح الحقيقي هو المقدرة على الحصول على بركة الله بالإيمان. تبدو جيدة هذه الفكرة. ولكن ما الذي يقصدونه؟ وكيف؟  بمشاركة “إيمانك” (وهنا الإيمان يعني القوة السحرية التي تخرج منك) مع صديقك في “الصلاة” (أي آيات من هنا وهناك) وإخراج الشيطان من حالة صديقك باسم يسوع. إذاً أصدقائي مسلّط عليهم من قبل الشيطان وأنا على ما يرام.

ويعلمون الوهم أن إذا قال “الرعاة” أنك شفيت فمعنى ذلك أنك شفيت حتى ولو شعرت بعوارض المرض الذي ما زال فيك، أي إذا كسرت يدك، وقال “الرعاة” انك شفيت فيجب أن تقتنع أنك شفيت متجاهلاً العوارض التي تقول أن يدك ما زالت مكسورة.

إذا هذا نوع من الاحتيال: يغرون الناس بمواعيد النجاح والازدهار والمال والصحة مستعملين آيات من الكتاب المقدس مخرجينها من سياقها وروحانيتها لكي يسرقوا الناس أموالهم ويسيطروا على حياتهم. هذا هو التعدي الروحي. وقد بدأت نتائجه تظهر في عدة أمكنة.

 

 

 


[1](جامعة 1 : 11)