قفص العصافير

كان George Thomas راعياً لكنيسة في ضيعة، جاء في أحد الأيام إلى كنيسته حاملاً بيده قفص للعصافير، بدت عليه علامات الزمن، واعتراه الصدأ. وضع القفص على المنبر. بينما أخذ الجميع في الكنيسة يحدقون في ذلك القفص، وهم يتسائلون في بينهم عن أمره.
شعر بتسائلاتهم فقال: “بينما كنت سائراً في وسط الضيعة يوم أمس، رأيت ولد يحمل بيده هذا القفص، وفيه ثلاثة عصافير صغيرة ترتجف خوفاً وبرداً، وهو يلوّح بها يميناً ويسرى من دون أي إكتراث.
إستوقف القسّ ذلك الولد وسأله قائلاً: “ما هذا الذي تحمله يا ابني؟”

أجابه الولد: “إنّها عصافير برية، إنّي ذاهب بهم إلى البيت، وهناك أبدا في سحب ريشهم، لأرى كيف يدافعون عن أنفسهم. إنّ رؤيتهم وهم يهربون من يدي، في القفص جميلة جداً”
أجاب القس قائلاً: “إنني متأكد بأنّك لن تتلذذ في تعذيبهم…”
أجاب الولد: “لا بالعكس، إنّ لديّ بعض القطط، فهم يحبون العصافير، فبعد أن أنتف ريشهم، فلن يستطيعوا الطير، فيما بعد سأرمي بهم أمام تلك القطط لأرى كيف تصطادهم”

صمت القس للحظات ثم سأل الولد قائلاً: “وكم تريد في هذه العصافير؟”

أجاب الولد بسخرية: “هذه عصافير برية من الحقل، أنظر اليهم ليست ألوانهم جميلة، حتى أنّهم لا يزقزقون”
نظر الولد إلى القسّ عالماً بأنّه مصمّماً على شرائهم ثمّ قال 10 دولارات.
مدّ القسّ يده إلى جيبه، وأخرج منها 10 دولارات، وما أن وضعها في يد الولد، حتى توارى الولد عن النظر، تاركاً ذلك القفص والعصافير التي فيه. أخذ القسّ ذلك القفص برفق، وذهب به إلى مكان فيه أشجار كيثرة وهناك فتح باب القفص، طالباً من تلك العصافير الخائفة أن تطير من جديد مطلقاً سراحها.
ثمّ تابع George Thomas كلامه قائلاً، لقد قبض الشيطان في جنة عدن على الإنسان بسبب خطيّته، بعد أن وضع له مصيدة وفخاً. فوقع الإنسان في الفخ وهكذا أصبح العالم بأسره في القفص إذ كان قد قبض عليهم. عندما سأل يسوع “ما الذي تريد أن تفعله بإلانسان؟”

أجاب الشيطان: “سأريه كم هو صغير وليس له أي قوّة للهروب من يدي…

فسأل يسوع : “وكم تريد؟”

أجاب الشيطان: “لماذا أنت مهتمّ هكذا في الإنسان، إنّه بلا نفع ولا قيمة، فإنه سيبغضك، وينكرك، لن يفهم ولن يقدّر عملك، وسيبصق في وجهك…”
لكنّه أصرّ قائلاً: “كم تريد…؟” فدفع يسوع دمه الكريم عوضاً عنك ليشتري لك حياتك…
إنّ ثمن الإنسان غالٍ جداً يقول الكتاب المقدس “عالمين أنّكم افتديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب، ولا دنس دم لمسيح”
لأنّ كلّ من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا… لأنّه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية. ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كلّه وخسر نفسه… أنت غالٍ جداً على قلب يسوع… أرجوك أن تقبل إليه…

-ذهب أحد الشباب إلى القاضي وعيناه ممتلئة بالدموع كي يشكو له أمره ويسمع منه نصيحه يقوم بعملها لتخفّف عنه محنته وعندما وصل وجد عجوز بالداخل يبكي وهو يشكو أمره للقاضي فأنتظر هذا الشاب بالخارج حتى ينتهي العجوز من شكوته ليدخل بعده وأثناء انتظاره بالخارج سمع العجوز يبكي بحرقة… فأشتد فضول الشاب كي يعرف ماهي مشكلة هذا العجوز فسمعه يقول للقاضي منزلي قد تحطّم بسبب الأمطار ولا أعرف أين أذهب أنا وزوجتي لنختبئ من شدّة البرد والأمطار المستمرّة فمن الممكن أن أنام على رصيف الشوارع وأختبئ تحت سلات المهملات كي أدفئ جسدي بظلّها ولكن أين تنام زوجتي العجوز المريضة؟؟؟

وأثناء استكمال هذا الرجل حديثه… قرّر الشاب أن يمضي ويحتفظ بهمّه داخله… الذي أصبح في نظره مشكلة لا تستحق الشكوى بالنسبة لمشاكل الآخرون لأنّ كلّ مشكلته في الحياة كانت أنّه أحبّ فتاة ستكون لآخر وأثناء ذهابه إلى منزله وجد العجوز يسير خلفه فقال له سامحني لقد سمعت مشكلتك دون قصد فبكائك قد أثار بداخلي الفضول… والآن لديّ فضول أكبر كي أعرف ماذا سيفعل القاضي معك فقال العجوز “الحمد لله علي حالي هذا فأثناء حديثي مع القاضي وجدت امرأه فقيرة دخلت وقصت مشكلتها إلى القاضي فأخجلت من نفسي لصغر حجم مشكلتي بالمقارنه من مشكلتها التي قصّتها بالداخل فمضيت في هدوء…

 

قل دائما الحمد لله… فمهما كانت مشكلتك كبيرة في عينيك… فهي أصغر بكثير من مشاكل آخرون

وثق دائما أنّ الله لا يعطيك ماهو فوق احتمالك …

(الأخ إيلي مطر)