تنصيب البطريرك الجديد

كلمة البطريرك الجديد

في ختام رتبة تنصيبه بطريركا لإنطاكية وسائر المشرق

الجمعة 25 آذار 2011

 

          “الروح القدس يحلّ عليكِ ، وقدرة العلي تظلّلكِ ، ولذلك فالقدوس المولود منكِ يُدعى ابن الله”      (لو1: 35) .

1.في بشارة الملاك لمريم تجلّت “الشركة والمحبة” التي اتخذتُها شعارا لخدمتي البطريركية . فالله الواحد ، بفيض من حبه ، دخل في شركة مع البشر: ألآب ، أرسل الملاك جبرائيل إلى مريم ابنة الناصرة ليعلن للبشرية جمعاء تصميمه الخلاصي . والأبن يسوع المسيح تجسّد من مريم العذراء   لخلاصنا وفدائنا بحلول الروح القدس، وهو ثمرة الحب الإلهي وقدرته الفائقة الطبيعة . والبشرية بدورها دخلت، بشخص مريم الام البتول، في شركة مع الله الواحد والثالوث ، ساعة أعطت جواب “نعم” ، المفعم بالإيمان والرجاء والمحبة، وقالت: ” أنا خادمة الرب ، فليكن لي بحسب قولك” (لو1 38) . يا للتبادل العجيب بين الله والانسان، تبادل الشركة والمحبة، الذي يتواصل في التاريخ بحلول الروح القدس وفعله !

        إن حدث البشارة، الذي نقله لوقا الانجيلي، رواه من بعده القرآن الكريم في سورة آل عمران (44 – 48) :” قالت الملائكة : يا مريم، إن الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح، عيسى ابن مريم، وجيها في الدنيا والآخرة… يكلّم الناس في المهد وكهلاً … ويعلّمه الله الكتاب والحكمة والتورات والانجيل، ورسولا إلى بني اسرائيل” . واستكمل الرواية في سورة مريم (15 – 36) ، مضيفا على لسان المولود من مريم أنه “عبدالله ونبيّه وآيته ورحمته” (20 و29)، ورابطا بين تجسّده وموته وقيامته بقوله :” والسلام عليَّ يوم وُلـدت ، ويوم أموت ، ويوم أُبعَث حيّاً” (32) .

        2.حدث البشارة هذا، المشترك بين المسيحية والإسلام والذي تحتفل الكنيسة بعيده في الخامس والعشرين من آذار، جعلته الدولة اللبنانية بالمرسوم رقم 2369، تاريخ 27/2/2010 عيدا وطنيا، وكأني بها تعني بهذه المبادرة أن لبنان وطن الشركة والمحبة. أجل ، إنه كذلك بميثاقه الوطني، ميثاق العيش المشترك المحصّن بالدستور حيث نقرأ : ” لا شرعية لأي سلطة تناقض العيش المشترك ” (المقدمة،ي) ، والقائم على الاعتراف المتبادل بعضنا ببعض ، وعلى وحدة المصير، والتكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد ، ولبنان كذلك بصيغته المرتكزة على المشاركة في الحكم والإدارة بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين . وهي صيغة “يؤمل منها تأمين استقرار الكيان وتحقيق الديموقراطية وازدهار الاقتصاد، على ان تظل  في تطور دائم حسب مقتضيات الحداثة والتجربة التاريخية”(شرعة العمل السياسي، ص30) .

        3. شركة ومحبة قادت حياتي مذ ولدت في حملايا، قضاء المتن ، في 25 شباط 1940، وقبلت سرّ المعمودية في كنيسة سيدة البشاره، في قرية شويّا-المتن في 25 آذار. ورافقتني راهبا في الرهبانية المارونية المريمية التي دخلتها في شهر ايلول 1952، وأبرزت نذوري المؤبدة في تموز 1962،  ورافقتني كاهنا بوضع يد المثلث الرحمة المطران ميخائيل ضومط، مطران صربا، في 3 ايلول 1967، ثم اسقفا نائبا بطريركيا عاما في بكركي، في 12 تموز 1986، ومن بعدها مطرانا على ابرشية جبيل في 8 تموز 1990 .

        هذه الشركة بالمحبة أعربت عنها والتمستها من قداسة البابا بندكتوس السادس عشر فور انتخابي بطريركا على انطاكية وسائر المشرق في 15 آذار الجاري. فمنحني إياها بعطفه ومحبته كراعٍ اسمى للكنيسة الجامعة، وقد أعلنها علينا سيادة السفير البابوي المطران غبريالي كاتشا ، الذي اعرب له عن شكري العميق لما أظهر من عناية واهتمام، ولحضوره معنا اليوم ممثلا قداسة الحبر الأعظم.

        4. صاحب الغبطة والنيافة ، يا أبانا السيد البطريرك الوقور والمحبوب الكردينال مار نصرالله بطرس ، منذ خمس وعشرين سنة وضعت يديك المباركتين عليّ ورسمتني اسقفا بنعمة الله واختيار مجمع اساقفتنا المقدس. واليوم بوضع يديك المقدستين ومشاركة اخواني السادة المطارنة تجلسني على عرش بطريركية انطاكية، خليفة لك، أبا ورأسا لكنيستنا المارونية، ايضا وايضا بنعمة الله، واختيار مجمعنا المقدس وصلوات ابناء الكنيسة وبناتها، اكليروسا وعلمانيين. إنني، اذ اعرب لغبطتكم وللسادة المطارنة عن شكري الكبير للثقة والبركة، اعدكم بأني اواصل عيشي في الشركة والمحبة، فيما اتسلّم اليوم التولية القانونية من يدكم ومن يد اخي ونائبي البطريركي العام ، مدبّر كنيستنا البطريركية، سيادة المطران رولان ابو جوده السامي الاحترام، شاكرا له كل ما بذل من جهود مخلصة ومحبة في مهمته هذه .

        5. هذه الشركة بالمحبة ، أعربت عنها لاخواني أصحاب الغبطة بطاركة كنائسنا الشرقية في الرسالة التي وجّهها إليهم باسم مجمعنا المقدس سيادة مدبّر كنيستنا البطريركية. وها انتم، يا أصحاب الغبطة تبادلونني إياها مع أساقفة كنائسكم الاجلاّء بحضوركم المبارك معنا في هذا الاحتفال المهيب، ومشاركتكم الكريمة. فالشكر لكم من صميم القلب.

        6. في هذا اليوم المبارك الذي أراده الله لنفرح ونسرّ فيه ، يطيب لي أن اعرب عن محبتي وشكري لكم، يا فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان المحترم. هو الله دعانا معاً وعلى التوالي  بفائق حكمته وعنايته من بلاد جبيل ، من عمشيت، ونحن فيها جيران، يفصل بين بيتكم الوالدي ودار المطرانية طريق ضيّق، انتم لرئاسة بلادنا وانا لرئاسة كنيستنا. نسأله ، سبحانه وتعالى، أن يقود خطانا، بالشركة والمحـبة ، في خدمة الوطن والكنيسة. شكراً لحضوركم مع السيدة عقيلتكم اللبنانية الاولى.  بالشركة والمحبة أتعاون معكم يا دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه برّي، ومعكم يا دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الدين الحريري، ويا دولة رئيس مجلس الوزراء المكلّف السيد نجيب ميقاتي، ومع أصحاب المعالي الوزراء والسادة النواب وسائر أركان الدولة اللبنانية وسفراء الدول، شاكراً لكم جميعا حضوركم وصلاتكم ومحبتكم. أعاننا الله، بشفاعة العذراء مريم الكلية القداسة، سيدة البشارة، على استكمال نسيجنا الوطني بالشركة والمحبة، فيظل لبنان يزهر في هذا الشرق بنموذجيته ورسالته ، كما حيّاه المكرّم البابا يوحنا بولس الثاني الكبير ، الذي سيرفعه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر طوباويا على مذابح الكنيسة الأحد اول أيار المقبل ، في عيد الرحمة الإلهية وسيدة لبنان.

        7. شركة ومحبة ، الشركة في بعدها العمودي هي اتحاد بالله، وفي بعدها الافقي وحدة مع جميع الناس . أما المحبة  فتثبّت رباطها، كما يثبّت الطين حجارة البناء.

        من أجل هذه الشركة والمحبة نعمل داخل كنيستنا المارونية، ابرشيات ورهبانيات، اكليروسا وعلمانيين، اخويات ومنظمات رسولية ومؤسسات. ومن أجلها نتعاون على المستوى الكاثوليكي في مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك ولجانه، وفي مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك. . ومن اجلها كذلك نعمل ، على المستوى المسكوني، متعاونين بكل محبة ومسؤولية مع اصحاب الغبطة والقداسة، بطاركة الكنائس الأرثوذكسية وأساقفتها، ومع رؤساء الكنائس الانجيلية، ولا سيّما من خلال مجلس كنائس الشرق الاوسط.

8.  إننا سنعيش معاً هذه الشركة بالمحبة، في لبنان الذي “مجده” في رسالته . لقد أُطلق على البطريرك الماروني شعار “مجد لبنان أعطي له” ، مأخوذاً من نبؤة أشعيا (35، 2) . لكنّه يعطى له ولكنيسته بقدر ما يلتزمان ببناء الشركة والشهادة للمحبة. مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع. لكنه ينمو ويعلو بالانفتاح على الآخر ، على هذا الشرق وعلى العالم. بل يُعطى “المجد” للبنان وشعبه، اذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد . فالوطن ليس لطائفة او حزب او فئة. ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقاراً لنا جميعا، وفقداناً لهذا “المجد” ، الذي عظمته في تنوّع عائلاته الروحية وغناها ، ولا أقول في تنوّع طوائفه لانها صُبغت بالوان سياسية وحزبية ضيّقة انتزعت من هذه الطوائف قدسيتها واصالة إيمانها وروحانية دينها. “فالويل لأمّة كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين”، نقولها مع ابن الارز جبران خليل جبران.

        من أجل الشركة والمحبة نعمل معا في بلدان الشرق الأوسط  ومعكم ، حضرة ممثلي رؤساء الدول الشقيقة، فنحافظ على علاقاتنا التضامنية مع العالم العربي ونوطّدها، ونقيم حوارا صادقا وعميقا مع اخواننا المسلمين، ونبني معا مستقبل عيش مشترك وتعاون. ذلك ان مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة، وثقافة خاصة بنا جميعا بنتها الحضارات المتنوعة التي تعاقبت على أراضينا، وتراثاً مشتركا أسهمنا كلنا بتكويـنه ، ونعمل على تطويره الثقافي (راجع الارشاد الرسولي: رجاء جديد للبنان، 93) .

        إننا نواكب بقلق ما يجري في هذا او ذاك من بلداننا العربية . نأسف لوقوع قتلى وجرحى ، ونصلّي من أجل الاستقرار والسلام فيها .

 وفي سبيل الشركة والمحبة ، نعمل ونتعاون في عوالم الانتشار ، حيث أبناء كنائسنا ينتشرون في القارات الخمس. إننا نحيّيهم حيثما هم ، ونستحضرهم معنا في هذا الاحتفال المقدس، ونحفظهم ذخيرة في قلوبنا وخواطرنا، ونحملهم موضوع صلاتنا الدائم . وقد حمل مطارنتهم وكهنتهم إلى مجمعنا انتظاراتهم وحاجاتهم، فسنعمل جاهدين على تلبيتها .

9. تسألونني جميعكم ايها الأحباء، عن برنامج خدمتي ، وقد عبّرتم عن انتظاراتكم وهواجسكم والتحديات : في مقالات صحفية، وندوات إعلامية، ورسائل ودّية، ودراسات علمية، وأحاديث اجتماعية وأكاديمية. وقرأتها في عيونكم وعلى وجوهكم قبل انتخابي بطريركا ومن بعده في فودكم الغفيرة التي ملأت هذا الصرح ، وفي احتفالات البهجة في بلداتكم ومدنكم وفي اليافطات التي رفعتموها .  

برنامجي امتداد لتاريخ أسلافي وعلى مدى 1600 سنة، لثوابتهم الإيمانية والوطنية: من الحدث المؤسس وهو القديس مارون وتلاميذه، ومن البطريرك الماروني الاول القديس يوحنا مارون الذي ثبّت الكنيسة المارونية على العقيدة الكاثوليكية، وجعلها امّة مستقلة بحكمها الذاتي في جبل لبنان . من البطريرك ارميا العمشيتي البارّ الذي اعلن إيمان الموارنة في المجمع المسكوني اللاتراني الرابع سنة 1213 . من البطريرك الشهيد جبرايل حجولا الذي سلّم نفسه لوالي طرابلس المملوكي، فدية عن الاساقفة والرهبان والأعيان المعتقلين، وأُحرق بالنار في ساحة المدينة سنة 1367 . من بطاركة آل الرزي الذين انفتحوا على الحداثة الاوروبية، وفي عهدهم تأسست المدرسة المارونية في روما سنة 1584 التي أعطت كوكبة من العلماء الذين مدّوا الجسور الثقافية بين الشرق والغرب، وكانوا في اساس النهضة العربية. من البطريركين يوحنا مخلوف وجرجس عميره اللذين أرسيا العلاقات بين امراء الجبل والبابوات وملوك ايطاليا وأوروبا في القرن السابع عشر. من البطريرك المكرّم اسطفان الدويهي ابي التاريخ اللبناني وصاحب الإصلاح الكنسي، الذي في عهده وببركته تأسست الرهبانيات المارونية الثلاث. من البطريرك يوسف ضرغام الخازن بطريرك المجمع اللبناني الشهير الذي انعقد سنة 1736 في دير سيدة اللويزه زوق مصبح. من البطريرك يوسف حبيش الذي وطّد وحدة اللبنانيين مسيحيين ودروزا ومسلمين بعقد عاميّة انطلياس سنة 1840 . من البطريرك الياس الحويك ابي الاستقلال ولبنان الكبير الذي ترأس الوفد اللبناني الرسمي إلى مؤتمر الصلح في فرساي-باريس سنة 1919 . من البطريرك انطون عريضه الذي رهن صليبه وخاتمه مطراناً لإطعام جياع الحرب العالمية الاولـى ، والذي عمل على استكمال استقلال لبنان بجلاء الجيوش الاجنبية سنة 1943 . من البطريرك الكردينال بولس بطرس المعوشي الذي انفتح بحكمة على العالمين العربي والغربي، وهدّأ ثورة 1958. من البطريرك الكردينال انطونيوس بطرس خريش الذي، كربّان حكيم، قاد سفينة الكنيسة والوطن وسط أمواج الحرب اللبنانية الهائجة ورفض بعناد مشروع تقسيم لبنان والتحالفات مع الخارج . من أبينا البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير ، الذي ناضل من اجل تحرير القرار الوطني والارض اللنبانية من كل أشكال الوصاية والاحتلال ، واجرى المصالحة في الجـبل ، وحقّق الاصلاحات الكنسية اللازمة، والذي في عهده جرت أحداث كنسية كبيرة : إعلان طوباويين وقديسين في كنيستنا هم نعمة الله ورفقا وأبونا يعقوب والأخ اسطفان، وصدور مجموعة قوانين الكنائس الشرقية (1990) وانعقاد جمعية سينودس الاساقفة الخاصة بلبنان (1995) التي أعطتنا الارشاد الرسولي “رجاء جديد للبنان” (1997) ، وانعقاد المجمع البطريركي الماروني (2003 – 2006) ، وأخيرا جمعية سينودس الاساقفة الخاصة بالشرق الأوسط (2010) . وهذه كلها تشكّل امتداداً لربيع الكنيسة الذي بزغ مع المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني ( 1962 – 1965 ) .

10- برنامجي استكمال التنفيذ والتطبيق لمقررات وتوصيات هذه المجامع على صعيد الهيكليات في الكرسي البطريركي وعلى المستوى الكنسي والتربوي والاجتماعي والوطني، في لبنان والشرق الاوسط ، وفي بلدان الانتشار . وهذا لن يكون إلا بمؤازرة الجميع، وبأسلوب حديث وآلية فاعلة تتفق والتقنيات الحديثة. في كل ذلك : قبلة انظارنا شبابنا وصبايانا والمليون وثلاثماية الف طالب وطالبة في المدارس والجامعات ، وهم مستقبلنا وأمل كنيستنا والوطن ؛ همّنا العائلة التي هي الخلية الاساسية لمجتمعنا ، والمدرسة الطبيعية الاولى لقيمنا ، والكنيسة المنزلية المربّية على الايمان والصلاة ؛ قوتنا اساقفتنا وكهنتنا، رهباننا وراهباتنا ، المؤمنون والمؤمنات ؛ قوانا الواعدة، الدعوات الكهنوتية والرهبانـية ؛ تواصلنا في الداخل والخارج، والانتشار ، وسائل الاعلام وتقنياتها التي نحيّيها وندعو لها بدوام الازدهار ونشكر لها حضورها اليوم وفي هذه الايام، وتعاونها الدائم معنا ؛ ضمانتنا المسيح رجاؤنا، والروح القدس مجددنا ، ومحبة الله الآب التي تظلّلنا.

11- في الختام ، أودّ الاعراب عن شكري الكبير للجنود المجهولين من فنّيين ولوجستيين وقوى أمن وجوقة ومحسنين الذين ساهموا وهيّأوا هذا الاحتفال واصلين الليل بالنهار ، وقد ضحّوا بوقتهم ومالهم وجهد أيديهم. كافأهم الله بفيض من نعمه وبركاته .

12- إنني أبدأ خدمتي الروحية والراعوية المتنوعة الابعاد والمساحات بموآزرتكم وبكلمة امنا وسيدتنا مريم العذرءا: “ها انذا” ، مدركا انني مدعو لحمل صليب الفداء بكل ثقله. أستنجد بنعمة الفادي الإلهي، “تكفيك نعمتي” ، والتمس شفاعة القديسة رفقا ، ابنة حملايا والرهبانية اللبنانية المارونية الجليلة، رسولة الألم، واتكل على استحقاقات دماء شهداء لبنان وشفاعة قديسيه ، وعلى صلاة المرضى والمعوّقين المسنّين وسائر المتألمين بالجسد والنفس والروح، الذين يضمّون آلامهم إلى آلام المسيح الخلاصية. إنكم في عمق قلبي وعقلي وصلاتي، انتم وعائلاتكم وكل من يعتني بكم في البيوت والمستشفيات والمراكز والمؤسسـات .

وإنني في بداية خدمتي هذه ، أكل كنيستنا والوطن الحبيب إلى عناية امنا مريم العذراء سيدة البشارة وسيدة لبنان، مكرّسينهما لقلبها الطاهر، بانتظار تكريس بلدان الشرق الاوسط لأمومتها، بفعل واحد، عملاّ بتوصية جمعية سينودس الاساقفة من أجل الشرق الأوسط.

فيا مريم امنا ، أبسطي يديك المقدستين وباركي وطننا لبنان وهذا الشرق ، واشفعي بنا لنحيا على مثالك في الشركة والمحبة، ونخدم الانسانية الجديدة المفتداة بدم المسيح ابنك، وامنحينا ان نلتقي كلنا بواسطتك في اخوّة شاملة، كما في هذا اليوم، الذي نحيي فيه عيد بشارتك وعيدنا الوطني. فنرفع التمجيد والشكران معك للآب والابن والروح القدس، الآن وإلى الأبد ، آمين.