أين بدأت عقائد تيار “كلمة الإيمان” تتكوّن؟

I- أين بدأت عقائد تيار كلمة الإيمان تتكوّن؟

1- فينايس باركرز كيمبي Phineas Parkers Quimby

 

 

 

 

 

 

 

 

 


بدأت مع شخص اسمه فينايس باركرز كيمبي (1802 – 1866) Phineas Parkers Quimby.

 

ولد في بلدة صغيرة في الولايات المتحدة اسمها لبنان، في نيو هامشاير. كان فيلسوفاً ومنوّماً مغناطيسياً Hypnosisوشافياً ومخترعاً. أصبح كيمبي أب الفكر الجديد New Thought[1]والمعروف بالفكر الأعلى الذي يعلّم أن ذات الإنسان الحقيقية هي إلهية وأن المرض يصدر من العقل وأن الفكر الصحيح لديه تأثير شافٍ وأصبح هذا الفكر تياراً لديه معتقدات ميتافيزيقية (أي ما وراء عالم المادة، ما وراء ما يمكننا رؤيته) والتفكير الإيجابي وقانون الجاذبية والشفاء وقوة الحياة والتصوّر الخلّاق والقوة الشخصية.[2]
وكانت تعاليم هذا الرجل ملهمة لتيار “العلم المسيحي Christian Science” الذي أسسته ماري بايكر إيدي Mary Baker Eddy التي كتبت كتاباً عن “العلم والشفاء مع مفتاح الى الكتاب المقدّس.” طبعاً تعاليمها كانت هرطقة بسبب مفهومها عن المسيح المختلف عن تعاليم الكنيسة وتفسيرها للثالوث الأقدس المناقض لتعاليم الكنيسة[3]. وهذا “العلم” خدم تيار “كلمة الإيمان”.

 

 

2- إسيك ويليام كانيون (1867 – 1948)Essek William Kenyon

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

يعتبر إسيك و. كانيون Essek W. Kenyon جدّ تيار “كلمة الإيمان”.

 

كان كانيون قسّا في كنيسة العهد الجديد المعمدانية.[4]درس في Emerson College of Oratory في بوسطن، الولايات المتحدة، حيث ازدهرت البدع الميتافيزيقية بشكل بارز والفكر الجديد New Thought. كانت لديه روابط  جد واضحة مع البدع الميتافيزيقية وخاصة مع النيو ايدج New Age والفكر الجديد.لقد تأثر بها جداً.

بعض المعتقدات التي علّمها كانيون:
1-  إن يسوع مات ليس فقط جسدياً إنما روحياً أيضاً وقد ذهب يسوع الى الجحيم حيث تألم من أجلنا هناك.[5] هذا هو المكان حيث تمّ التكفير الحقيقي عن خطايانا، ليس على الصليب إنما في الجحيم، بحسب إعتقاد كانيون.

2- لكي يهزم المسيح أعداءه، كان عليه أن يموت روحياً ويصبح واحداً مع الشيطان حتى يؤمّن الخلاص من الخطيئة وشفاء الأمراض. وكان عليه أن يموت جسدياً ويحقق العهد الإبراهيمي والموسوي. وكان عليه أن يسحب من الشيطان الى الجحيم حيث تألم عذابات الهالكين لثلاثة أيام وليال. كان عليه أن يولد من جديد في الجحيم ويصبح أول مولود جديد.[6]

3- أن الله لم يخلق من العدم، ليس من لا شيء، إنما بقول كلمات مملوءة بالإيمان ونحن كمؤمنين نستطيع فعل نفس الشيء. اعتبر كانيون أساساً أن الإيمان هو عبارة عن مادة ملموسة وعندما نطق الله، كانت كلماته حاويات للمادة المدعوة “إيمان”. إذا “كلمات الإيمان” هو ما خلق العالم وكل شيء نراه . نحن كمؤمنين نستطيع استعمال كلمات الإيمان الخاصة بنا لنطق أشياء الى الوجود لخلق واقعنا المادي، بحسب اعتقاد كانيون.

4- اعتبر كانيون أن البشر قبلوا طبيعة إبليس في السقطة، تاركين له سلطانهم الإلهي، جاعلين منه الإله الشرعي للعالم. [7]

5- اعتبر كانيون أن الصحة والغنى ممكن الحصول عليهما من خلال الإعلان الإيجابي للمؤمن، أي إن احتجنا الى المال نستطيع أن ننطقه الى الوجود. وإذا احتجنا الى الشفاء، نستطيع أن ننطقه الى الوجود. كانيون تمسّك بالمعتقدات الأساسية الرئيسة للمسيحية ولكن ما حصل في تيار “كلمة الإيمان” المعاصر هو أن مبشري الازدهار المعاصرين مثل بيني هين Benny Hinn وكينيث كوبلاند Kenneth Copeland  قد أخذوا أخطاء كانيون وجعلوها أسوأ. مقارنة مع مبشري الازدهار المعاصرين، إسيك و. كانيون Essek W. Kenyon كان في الواقع الى حدّ ما إيمانه مستقيماً (ارثوذكسيا).

وهذه شهادة كانيون بالفكر الجديد:
“لا يمكننا تجاهل النمو المدهش للعلم المسيحي (وهنا لا يقصد العلم بذاته إنما تيار Christian Science) والوحدة Unity والفكر الجديد New Thought والروحانيات… لا يمكننا أن نغمض أعيننا على الواقع أن العديد من مدننا على ساحل الهادئ، السيدة إيدي لديها أتباع كثر اليوم وحضور في كنائسها أوسع من طوائف الخطّ القديم. الناس تخلّت عنهم لأنهم يعتقدون انهم ينالون من تعاليم إيدي مساعدة أكبر من واعظيهم. يخبرونك كيف شفوا وكيف تلقوا المساعدة في حياتهم الروحية من خلال هذه البدعة الغريبة.”[8] إعتقد كانيون أن هذه البدع الميتافيزيقية بدأت تؤثّر بالناس واعتبر أن المسيحيين يمكن أن يكون لهم نفس القوة، لذلك حاول مسحنة هذه المعتقدات الطقوسية وإلباسها الكتاب المقدّس.

3- ويليام ماريون برانهام William Marrion Branham (1909 – 1965)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان أب تيار “إيمان الشفاء” Faith Healing Movementبعد الحرب العالمية الثانية. واعتبره البعض نبيّاً. ادعى أن الملائكة تظهر له. نكر الثالوث الأقدس واعتبره من الشيطان. ولذلك عمّد باسم يسوع وليس باسم الآب والابن والروح القدس. ويليام علّم أن فقط الذين يقبلون تعاليمه يخلصون.
اعتبر أن حواء كان لديها علاقات جنسية مع الحية في جنة عدن.[9] كان تفكيره بنفسه عالياً جدا إذ أعلن نفسه ملاك سفر الرؤيا 3 : 14 .
تنبّأ برانهام أن جميع طوائف العالم ستبتلعها سيطرة الكنيسة الكاثوليكية، التي اعتبرها الوحش، من خلال مجلس الكنائس العالمي سنة 1977 قبل قليل من دمار العالم. وذلك لم يحصل.[10]
الجدير بالذكر أن بيني هين Benny Hinn وصف برانهام برجل الله العظيم.

 

4- كينيث هاغن Kenneth Hagin (1917 – 2003)

 

 

 

 

 

 


 

هو المؤسس وأب تيار “كلمة الإيمان” المعاصر. كان واعظاً في الجماعة الخمسينية. الكثير من أتباعه يصفونه “بابا هاغن”. ولد في ماك كيني في تكساس، الولايات المتحدة. كان لديه ولدان: ابنه كينيث واين هاغن الذي استلم كنيسة ريما Rhema للكتاب المقدس في تالسا، اوكلاهوما، وابنة اسمها باتريسيا هاريسون. كانت آيته المفضلة مرقس 11 : 22 – 24.[11]
ادعى كينيث هاغن (مثل تقريباً جميع مبشري “كلمة الإيمان”) ان معظم ما يعلمك إياه ناله مباشرة من الوحي الإلهي، من يسوع عينه: “وإن  لم تجد ما اعلّمك إياه في العالم، لا تقلق على ذلك، لأني نلتها  من أعلى سلطة، يسوع عينه جاء وأعطاني هذه التعاليم”.
إدعى كينيث الحصول على 8 زيارات شخصية من المسيح وفي إحدى الزيارات أعطاه يسوع التعاليم عن الازدهار: “الرب بذاته علمني عن الازدهار. لم أقرأ عن ذلك يوماً في كتاب. حصلت على هذا التعليم مباشرة من السماء.”[12]

وادعى كينيث هاغن الحصول على التعليم التالي حول موت يسوع الروحي مباشرة من يسوع:
“المزمور 22 يعطي صورة بيانية عن صلب يسوع، أكثر حيوية من يوحنا، متى أو مرقس الذين شهدوا على ذلك. تلفّظ كلمات غريبة “ولكنك قدوس”. ماذا يعني ذلك؟ إنه يصبح خطيئة… شفتاه العطشيان تصرخان، “أنا دودة ولست إنساناً”. إنه مائت روحياً – الدودة.”[13]
ولكن تبيّن أن إدعاء كينيث هاغن كان كاذباً حين اكتشف أنه سرق تعاليم ايسك ويليام كانيون وكذب على أتباعه أنه نالها مباشرة من يسوع ذاته. النصان متطابقان كلمة بكلمة: “المزمور 22 يعطي صورة بيانية عن صلب يسوع، أكثر حيوية من يوحنا، متى أو مرقس الذين شهدوا على ذلك. تلفّظ كلمات غريبة “ولكنك قدوس”. ماذايعني ذلك؟ إنه يصبح خطيئة… أتستطيع سماع تلك الشفتين العطشيين تصرخان، “أنا دودة ولست إنساناً؟”. إنه مائت روحياً-الدودة.” [14] كينيث هاغن قد سرق تعاليم وكتابات بحجم موسوعة ونسبها إليه. غلوريا كوبلاند  Gloria      Copeland   إحدى مبشري “كلمة الإيمان” تستمر بالكذب على أتباع التيار قائلة: “كيف عرف ذلك كينيث هاغن؟ كان لديه، على نحو غير اعتيادي للغاية، يسوع بذاته يأتي ليعلّمه هذه الأشياء ومن ثمّ دعاه لتعليم كل واحد منا. وهذه ستكون بركة لكم.”[15]
مبشرو “كلمة الإيمان” يركّزون على ثلاثة أمور: الصحة والمال وقوة الكلمة. وهم مغرمون بالإدعاء أن ما يعلّمونه هو من مصدر إلهي في حين أن جميع الآيات التي يعتمدون عليها قد أخرجوها من سياقها لتوافق عقيدة كينيث هاغن.

 

شاهد هذا الفيديو عن كينيث هاغن[16] http://www.youtube.com/watch?v=Gjinx-fH1BE
“هل ما تشاهده هو من الله؟”

 


[5][E.W. Kenyon, Identification: A Romance in Redemption (Seattle: Kenyon’s Gospel Publishing Society, 1968), p. 15.]

[6][D.R. McConnell, The Kenyon Connection: A Theological and Historical Analysis of the Cultic Origins of the Faith Movement (Thesis submitted to the theological faculty, Oral Roberts University, Tulsa, Oklahoma, May 1982), 32-33.

[7]A Call for Discernment“.A Biblical Critique of the Word of Faith Movement.

[8](Essek W. Kenyon, The Wonderful Name of Jesus (reprint, Lynnwood, Washington: Kenyon’s Gospel PublishingSociety, 1964), 69-70).

[12]How God Taught Me About Prosperity, Tulsa: Faith Library, 1985