الرسالة

المحطة الثالثة في مسيرتنا الروحية التي نختبر فيها حضور الثالوث الأقدس، نلتقي فيها بالمسيح يسوع، وتطبع في ذاكرتنا وتبقى في قلوبنا حتى الممات، هي الرسالة.

1- الجلوس عند أقدام المسيح: بعد الإرتداد، تجلس النفس عند “أقدام المسيح” لتستمع الى كلامه: “وبينما هم سائرون، دخل قرية فأضافته امرأة اسمها مرتا. وكان لها أخت تدعى مريم، جلست عند قدمي الرب تستمع إلى كلامه. وكانت مرتا مشغولة بأمور كثيرة من الخدمة، فأقبلت وقالت : “يا رب، أما تبالي أن أختي تركتني أخدم وحدي ؟ فمرها أن ساعدني”.  فأجابها الرب: “مرتا، مرتا، إنك في هم وارتباك بأمور كثيرة، مع أن الحاجة إلى أمر واحد. فقد اختارت مريم النصيب الأفضل، ولن ينزع منها” (لوقا 10 : 38 – 42).

2- حمل الصليب: تتعلّم النفس من المسيح كيفية الكفر بالذات وحمل الصليب وإتباعه. بعد الجلوس عد أقدام المسيح، تبدأ النفس في التعلّم عن كيفية حمل الأثقال التي لم تستطع حملها في السابق قبل الإرتداد:

 

 “من كان أبوه أو أمه أحب إليه مني، فليس أهلا لي. ومن كان ابنه أو ابنته أحب إليه مني، فليس أهلا لي. ومن لم يحمل صليبه ويتبعني، فليس أهلا لي. من حفظ حياته يفقدها، ومن فقد حياته في سبيلي يحفظها” (متى 10 : 37 – 39).  

3- الرسالة: لقد أصبحت النفس جاهزة بعد مسيرة طويلة في “الصحراء” و”الصليب” لتقبّل نعمة القيامة ومسحة الروح القدس لتنطلق الى البشارة:
“قال له في المرة الثالثة: “يا سمعان بن يونا، أتحبني حبا شديدا؟” فحزن بطرس لأنه قال له في المرة الثالثة: أتحبني حبا شديدا؟ فقال: “يا رب، أنت تعلم كل شيء، أنت تعلم أني أحبك حبا شديدا”. قال له: “إرع خرافي” (يوحنا 21 : 17).

“ولما أتى اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلهم في مكان واحد، فانطلق من السماء بغتة دوي كريح عاصفة، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه، وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار قد انقسمت فوقف على كل منهم لسان، فامتلأوا جميعا من الروح القدس، وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم، على ما وهب لهم الروح القدس أن يتكلموا” (أعمال الرسل 2 : 1 – 4). 

أشبّه هذه المسيرة من الجلوس عند أقدام المسيح الى الصليب فالقيامة والرسالة، بمسيرة مريم المجدلية:

1- الجلوس عند أقدام المسيح: جلست عند قدمي الرب تستمع إلى كلامه (لوقا 10 : 39). 

2- حمل الصليب: هناك عند صليب يسوع، وقفت أمه، وأخت أمه مريم امرأة قلوبا، ومريم المجدلية” (يوحنا 19 : 25). 

3- الرسالة:قام يسوع فجر الأحد، فتراءى أولا لمريم المجدلية، تلك التي طرد منها سبعة شياطين. فمضت وأخبرت الذين صحبوه، وكانوا في حزن ونحيب. فلما سمعوا أنه حي وأنها شاهدته لم يصدقوا. وتراءى بعد ذلك بهيئة أخرى لاثنين منهم كانا في الطريق، ذاهبين إلى الريف، فرجعا وأخبرا الآخرين، فلم يصدقوهما أيضا. وتراءى آخر الأمر للأحد عشر أنفسهم، وهم على الطعام، فوبخهم بعدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذين شاهدوه بعد ما قام. وقال لهم: “اذهبوا في العالم كله، وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين. فمن آمن واعتمد يخلص، ومن لم يؤمن يحكم عليه. والذين يؤمنون تصحبهم هذه الآيات: فباسمي يطردون الشياطين، ويتكلمون بلغات لا يعرفونها، ويمسكون الحيات بأيديهم، وإن شربوا شرابا قاتلا لا يؤذيهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيتعافون”. وبعد ما كلمهم الرب يسوع، رفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله. فذهب أولئك يبشرون في كل مكان، والرب يعمل معهم ويؤيد كلمته بما يصحبها من الآيات.” (مرقس 16 : 9 – 20).

حين يمسحك الربّ بقوة حضوره، تدرك عمق الرسالة التي يدعوك اليها الرب لكي تساعد الآخرين للعبور من الظلمة الى النور، من العبودية الى الحرية، من الموت الى الحياة. وتعطى القوة من فوق لتعلن البشرى السارة للشعوب كافة ولتشهد لعمل الله الحي في حياتك من خلال الكلمة والمثل والشهادة الصادقة.

لنصلي من أجل المبشرين في أربعة أقطار الأرض لكي يعزيهم الروح القدس وسط الإضطهادات والمعاكسات والآلام التي يواجهونها في سبيل البشارة. إن الرب يرسلك.