ما هي وصية الله الرابعة؟

أكرم أباك وأمك

 

بماذا تأمر الوصيّة الرّابعة؟

إنّها تأمر بإكرام واحترام والدينا والّذين خوّلهم الله السّلطة لأجل خيرنا.

ما هي طبيعة الأسرة في تصميم الله؟

يؤلّف الرّجل والمرأة المُتّحدان بالزّواج، مع أولادهما، أسرة. لقد أنشأ الله الأسرة ووضع لها قوامها الأساسيّ. الزّواج والأسرة جُعلا لخير الزّوجين، ولإنجاب الأولاد وتربيتهم. وتقوم بين أعضاء الأسرة علائق شخصيّة ومسؤوليّات أوّليّة. وتصير الأسرة، بالمسيح، الكنيسة المنزليّة لأنّها شركة إيمان ورجاء ومحبّة.

ما هو محلّ الأسرة في المجتمع؟

الأسرة هي الخليّة الأصليّة للمجتمع البشريّ وهي تسبق كلّ اعتراف بها من قِبَل السّلطة العامّة. وإنّ مبادئ الأسرة وقيَمها هي أساس الحياة الاجتماعيّة. وحياة الأسرة تنشئة على حياة المجتمع.

ما هي واجبات المجتمع تجاه الأسرة؟

يقع على عاتق المجتمع مساندة الزّواج والأسرة ودعمهما مع احترام قانون التّكافل .(subsidiarité) على السّلطات العامّة أن تحترم وتصون وتعزّز الطّبيعة الحقيقيّة للزّواج والأسرة، والأخلاق العامّة، وحقوق الوالدين وازدهار البيوت.

ما هي واجبات الأبناء تجاه والديهم؟

على الأبناء احترام الوالدين (برّ الوالدِين)، والاعتراف بجميلهم، والطواعيّة والطاعة لهم، فيُسهمون هكذا، بالعلائق الجيّدة بين الإخوة والأخوات، في تعزيز الانسجام والقداسة في الحياة العيليّة كلّها. وإذا كان الوالدون في حالة فقر أو مرض أو وحدة أو شيخوخة فعلى الأبناء الكبار أن يؤدّوا لهم العون المعنويّ والمادّيّ.

ما هي واجبات الوالدين تجاه أبنائهم؟

بما أنّ الوالِدين مشاركين في الأبوّة الإلهيّة، فهم المسؤولون الأوّلون عن تربية أولادهم وأوّل مَن يُبَشّرهم بالإيمان. وعليهم أن يحبّوا أولادهم ويحترموهم بمثابة أشخاص وكأبناء الله. وعليهم أن يوفّروا لهم، على قدر المُستطاع حاجاتهم المادّيّة والمعنويّة، ويختاروا لهم المدرسة المُناسبة، ويُمدّوهم بالنّصائح والآراء الحصيفة ليختاروا مهنتهم ورسالتهم في الحياة. وهم يضطلعون، على الخصوص، برسالة تربيتهم على الإيمان المسيحيّ.

كيف يربّي الوالدون أبناءهم على الإيمان؟

يقومون بذلك خصوصًا بالمَثَل الصّالح والصّلاة، والتّعليم الدينيّ المسيحيّ، والمشاركة في الحياة الكنسيّة.

هل العلائق في الأسرة هي خيرٌ مُطلق؟

إنّ العلائق في الأسرة على أهمّيتها ليست مُطلقة، لأنّ دعوة المسيحيّ الأولى هي في اتّباع يسوع ومحبّته: “مَن أحبّ أباه أو أمّه أكثر منّي فلا يستحقّني” (متّى 37:10). على الوالِدين أن يساعدوا أبناءهم بفرح على اتّباع يسوع، في كلّ حالات الحياة، حتّى في الحياة المُكرّسة أو الخدمة الكهنوتيّة.

كيف يجب أن تُمارس السّلطة في مُختلف مجالات المجتمع المدنيّ؟

يجب أن تُمارَس دومًا كخدمة، في احترام حقوق الإنسان الأساسيّة، وتراتبيّة صحيحة بين القيَم، والقوانين، والعدالة التّوزيعيّة، ومبدأ التّسلسل. وعلى كلّ واحد، في ممارسة السّلطة أن بسعى إلى مصلحة الجماعة بدلًا من مصلحته الخاصّة. ولا بدّ أن تستلهم قراراتُه الحقيقة عن الله وعن الإنسان وعن العالم.

ما هي واجبات المواطنين في علائقهم بالسّلطات المدنيّة؟

على مَن يخضعون للسّلطة أن يروا في رؤسائهم ممثّلين لله، وأن يقدّموا مساهمتهم النّزيهة لحسن سَير الحياة العامّة والاجتماعيّة. وهذا يتضمّن المحبّة وخدمة الوطن، والحقّ والواجب في الاقتراع، وتسديد الضّرائب، والدفاع عن البلد، والحقّ في نقدٍ بنّاء.

متى يجب على المواطن ألّا يخضع للسّلطات المدنيّة؟

على المواطن واجب ضميريّ بأن لا يخضع لأوامر السّلطات المدنيّة عندما تتعارض ومقتضيات النّظام العامّ: “إنّ الله أحقّ من النّاس بالطّاعة” (أعمال الرّسل 29:5).