ما هي وصية الله الأولى؟

أنا هو الرب إلهك، لا يكن لك إله غيري

 

يا معلّم ماذا عليّ أن أفعل لأحرز الحياة الأبديّة؟”

أجاب يسوع الشّابّ الّذي طرح عليه هذا السّؤال: “إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا”. ثمّ أضاف: “تعال اتبعني” (متّى 16:19-21). واتّباع يسوع يقتضي حفظ الوصايا. الوصيّة لم تُبطَل، ولكنّ الإنسان مدعوّ إلى أن يجدَها في شخص المعلّم الإلهيّ الّذي يحقّقها تحقيقًا كاملًا في ذاته، ويكشف عن مدلولها الكامل، ويُثبت دوامها.

كيف يشرح يسوع الوصايا؟

يشرح يسوع الوصايا في ضوء الوصيّة المُزدوجة والواحدة، وصيّة المحبّة، كمال الشّريعة: “أحبب الرّبّ إلهك بكلّ قلبك، وكلّ نفسك، وكلّ ذهنك. هذه هي الوصيّة الكبرى والأولى. والثّانية تشبهها: أحبب قريبك كنفسك. بهاتين الوصيّتيت يتعلّق النّاموس كلّه والأنبياء” (متّى 37:22-40).

ما معنى “الوصايا العشر”؟

“الوصايا العشر” تعني [حرفيًّا ال”كلمات العشر“] (خروج 28:34). هذه الكلمات تُلخّص الشّريعة الّتي أعطاها الله لشعب إسرائيل في سياق العهد مع موسى. وهي تقدّم وصايا محبّة الله (في الوصايا الثّلاث الأُولى) ومحبّة القريب (في السّبع الأخيرة)، فترسم للشّعب المختار ولكلّ شخصٍ بشريّ طريق حياة مُتحرّرة من عبوديّة الخطيئة.

ما هي علاقة الوصايا العشر بالعهد؟

تُفهم الوصايا العشر في ضوء العهد الّذي فيه يكشف الله عن ذاته، مُعَرِّفًا بإرادته. والشّعب، بحفظه الوصايا، يُعَبِّر عن انتمائه إلى الله ويجيب بشكر عن مبادرة حبّه.

ما هي أهمّيّة “الوصايا العشر” في نظر الكنيسة؟

إنّ الكنيسة الأمينة للكتاب المُقدّس والمُتَّبعة مثال المسيح تعترف للوصايا العشر بأهمّيّة ومدلول أساسيّين. والمسيحيّون مُلزمون بحفظها.

لماذا تؤلّف “الوصايا العشر” وحدة عضويّة؟

الوصايا العشر تؤلّف مجموعة عضويّة لا يُمكن التّفريق بينها، لأنّ كلّ وصيّة تُرجع إلى الوصايا الأخرى وإلى الوصايا العشر برمّتها. ومخالفة أيّ وصيّة هي مخالفة للشّريعة كلّها.

لماذا تُلزم “الوصايا العشر” إلزامًا خطيرًا؟

لأنّ الوصايا العشر تعبّر عن واجبات الإنسان الأساسيّة تجاه الله وتجاه القريب.

هل حفظ “الوصايا العشر” مُمكن؟

أجَل، لأنّ المسيح، الّذي بدونه لا نستطيع أن نفعل شيئًا، يجعلنا قادرين على حفظها بمنحنا روحه ونعمته.

بماذا يقضي الكلام الإلهيّ: “أنا هو الرّبّ إلهك”؟ (خروج 2:20).

الوصيّة الأولى تقضي بأن يحفظ المؤمن ويمارس الفضائل الإلهيّة الثّلاث. ويتجنّب ما يُخالفها من خطايا. الإيمان يعتقد بالله ويقصي ما يعارضه، من مثل الشّكّ الإراديّ، عدم الإيمان، البدعة، الجحود (أو إنكار الإيمان)، والانشقاق. الرّجاء هو التّرقّب الواثق لرؤية الله السّعيدة وعونه، وتجنّب اليأس، والاعتداد المُفرَط بالنّفس. المحبّة تودّ الله فوق كلّ شيء. فلا بدّ من إقصاء الّلامبالاة، ونكران الجميل، والفتور، والتّهاون الرّوحيّ (أسيديا)، والحقد على الله النّاتج من الكبرياء.

بماذا يقضي كلام الرّبّ؟ “للرّبّ إلهك تسجد، وإيّاه وحده تعبُد”؟ (متّى 10:4)

يقضي بعبادة الله بكونه ربًّا لكلّ ما هو موجود. وبعبادته العبادة الفرديّة والجماعيّة الواجبة له. وبالصّلاة له بالتسبيح والشّكر والابتهال. وبتقديم الذّبائح، وأوّلًا ذبيحة حياتنا الرّوحيّة، مقرونة بذبيحة المسيح الكاملة. وبحفظ الوعود والنّذور المعقودة له.

كيف يفعل الشّخص الإنسانيّ حقّه في عبادة الله في الحقّ والحرّيّة؟

لكلّ إنسان الحقّ والواجب الأخلاقيّ في أن يطلب الحقيقة، ولاسيّما في ما يتعلّق بالله وبالكنيسة، حتّى إذا ما عرفها، عليه أن يعتنقَها ويكون وفيًّا لها، بتقديم عبادة لله حقيقيّة. وكرامة الإنسان تقتضي، في الوقت عينه، ألّا يُكرَه أيٌّ كان، في أمور الدّين، على عمل يُخالف ضميره، ولا أن يُمنع، في نطاق النّظام العامّ، من العمل وفاقًا لضميره، سواء كان عمله في السّرّ أو في العلانيّة، وسواء كان فرديًّا أو جماعيًّا.

ماذا يحرّم الله عندما يأمر ب”لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي”؟ (خروج 2:20)

هذه الوصيّة تحرّم: تحدّد الآلهة، وعبادة الأوثان، الّتي تؤلّه ما هو مخلوق، والسّلطة، والمال، بل الشّيطان؛ والخرافة الّتي هي انحراف في العبادة الواجبة لله الحقيقيّ، والّتي تظهر بأشكال مختلفة من التأليه، والسّحر والعرافة واستحضار الأرواح، ومخالفة الدين الّتي تظهر في القيام بتجربة الله، بالكلام والأفعال؛ وبانتهاك القدسيّات، الّذي يدنّس أشخاصًا أو أشياء مقدّسة، ولاسيّما الإفخارستيّا؛ والسّيمونيّة الّتي هي بمثابة شراء الأمور الرّوحيّة وبيعها؛ والإلحاد الّذي يرفض وجود الله مستندًا أحيانًا كثيرة على فهم خاطئ لاستقلاليّة الإنسان؛ والّلاأدريّة الّتي تقول بأنّه لا يُمكن أن نعرف شيئًا عن الله، وهو يتضمّن أيضًا الّلامبالاة والإلحاد العمليّ.

هل تحرّم وصيّة الله: “لا تصنع لك منحوتًا ولا صورة شيء” (خروج 3:20) تكريم الصّور؟

كانت هذه الوصيّة تحرّم، في العهد القديم، تمثيل الله المتعالي على الإطلاق. وبعد تجسّد ابن الله صار التّكريم المسيحيّ للإيقونات (الصّور المقدّسة) مبرَّرًا (كما أكّد ذلك المجمع النيقاويّ الثّاني سنة 787)، لأنّه يستند إلى سرّ ابن الله المُتجسّد، الّذي فيه صار الله المتعالي منظورًا. فلم يعد الأمر متعلّقًا بعبادة صورة بل بإكرام مَن تمثّله الصّورة: المسيح، والعذراء، والملائكة، والقدّيسين.