ما هي العلاقة بين الشخص والمجتمع؟

ما هو قوام البعد الاجتماعي للإنسان؟

كما أنّ للإنسان دعوة شخصيّة إلى السّعادة، له أيضًا في الوقت عينه، بُعدٌ اجتماعيٌّ هو من المكوّنات الأساسيّة لطبيعته ولدعوته. إذ إنّ جميع النّاس مدعوّون إلى الغاية ذاتها، وهي الله نفسه. وهناك بعض الشّبه بين ما يجمع الأقانيم الإلهيّة والأخوّة الّتي على البشر أن يقيموها في ما بينهم، في الحقيقة وفي المحبّة. محبّة القريب لا يمكن فصلها عن محبّة الله.

ما هي العلاقة بين الشّخص والمجتمع؟

الشّخص البشريّ هو، ويجب أن يكون، مبدأ جميع المؤسّسات الاجتماعيّة، وصاحبها، وغايتها. بعض المجتمعات، كالأسرة والمدينة، ضروريّة له. وهناك تجمّعات مفيدة له، في داخل المجتمع السّياسيّ كما على الصّعيد العالميّ، في احترام مبدأ التّكافل (subsidiarité).

ماذا يعني مبدأ التّكافل؟

يعني هذا المبدأ ليس لمجنمع أعلى أن يقوم بوظائف مجتمع أدنى، فيحرمه من صلاحيّاته. بل عليه بالأحرى أن يساندَه عند الضّرورة.

ماذا يقتضي غير ذلك تعايشٌ إنسانيّ أصيل؟

إنّه يقتضي احترام العدالة، والتّراتبيّة الصّحيحة بين القيَم، وخضوع الأبعاد الطّبيعيّة والغريزيّة للأبعاد الداخليّة والرّوحيّة. وعلى الخصوص، حيث تُفسد الخطيئة المُناخ الاجتماعيّ، لا بدّ من الّلجوء إلى توبة القلب وإلى نعمة الله.

ما هو أساس السّلطة في المجتمع؟

كلّ جماعة بشريّة هي في حاجة إلى سلطة شرعيّة تؤمّن النّظام وتُسهم في تحقيق الخير العامّ. أساس هذه السّلطة موجود في الطّبيعة البشريّة، لأنّها مطابقة للنّظام الّذي أقامه الله.

متى تُمارس السّلطة بوجه شرعيّ؟

تمارس السّلطة بوجه شرعيّ عندما تعمل للخير العامّ، وتستعمل في سبيل ذلك وسائل جائزة أخلاقيًّا. لذلك على الأنظمة السّياسيّة أن تتوجّه بحسب قرار المواطنين الحرّ، وعليها أن تحترم “دولة الحقّ” الّتي يسود فيها القانون لا إرادة البشر العشوائيّة. الشّرائع الجائرة والقوانين المخالفة للنّظام الأخلاقيّ لا تلزم الضّمائر.

ما هو الخير العامّ؟

يجب أن نفهم بالخير العامّ مجموعة الأوضاع الاجتماعيّة الّتي تسمح للجماعات والأفراد أن يبلغوا كمالهم.

ماذا يتضمّن الخير العامّ؟

يتضمّن الخير العامّ احترام حقوق الشّخص البشريّ الأساسيّة وتعزيزها، وتنمية الخيور الرّوحيّة والزّمنيّة للأشخاص وللمجتمع، والسّلام والأمان للجميع.

أين يتحقّق الخير العامّ بوجه أكمل؟

يجد الخير العامّ تحقيقه الأكمل في الجماعة السّياسيّة الّتي تصون وتُعزّز خير المواطنين والهيئات الوسيطة دون أن تهمل الخير العامّ للأسرة البشريّة.

كيف يشارك الإنسان في تحقيق الخير العامّ؟

يشارك كلّ إنسان، بحسب الموقع الّذي هو فيه والدّور الّذي يقوم به، في تعزيز الخير العامّ: باحترام القوانين العادلة، والاضطلاع بمهامّ القطاعات الّتي هو مسؤول شخصيًّا عنها، من مثل الاعتناء بأسرته والالتزام في عمله. وعلى المواطنين أيضًا، أن يشاركوا مشاركة ناشطة، ما أمكن ذلك، في الحياة العامّة.

كيف يؤمّن المجتمع العدالة الاجتماعيّة؟

يؤمّن المجتمع العدالة الاجتماعيّة عندما يحترم كرامة الشّخص البشريّ وحقوقه، الّتي هي غاية المجتمع. ومن جهة أخرى، يسعى المجتمع إلى العدالة الاجتماعيّة، المرتبطة بالخير العامّ وممارسة السّلطة، عندما يحقّق الشّروط الّتي تسمح للجماعات وللأفراد بالحصول على ما هو حقّ لهم.

ما هو أساس المساواة بين البشر؟

يتمتّع جميع البشر بالمساواة في الكرامة وبالحقوق الأساسيّة ذاتها، إذ إنّهم خُلقوا على صورة الله الأوحد، وخُصّوا بنفس عاقلة. فهم ذوو طبيعة واحدة، وأصل واحد، وقد دُعوا، في المسيح المُخلّص الواحد، إلى السّعادة الإلهيّة الواحدة.

كيف تُقوّم الّلامساواة بين البشر؟

هناك اختلافات جائرة على الصّعيدين الاقتصاديّ والاجتماعيّ تصيب ملايين من الكائنات البشريّة. وهي على تناقض فاضح مع الإنجيل، وهي ضدّ العدالة وكرامة الأشخاص البشريّة، والسّلام. ولكن هناك أيضًا اختلافات بين البشر، ناتجة عن عوامل متنوّعة، تدخل في خطّة الله. فهو يريد أن يتقبّل كلّ واحد من الآخرين ما يحتاج إليه، وأن يُشارك مَن عندهم “وزنات” خاصّة الآخرين فيها. وهذه الاختلافات تشجّع الأشخاص على الأريحيّة والمحاسنة والمشاركة، وأحيانًا كثيرة تلزمهم بها. وهي تحفز الثّقافات على أن تغتني بعضها ببعض.

كيف يظهر التّضامن البشريّ؟

إنّ التّضامن المتأتّي من الأخوّة البشريّة والمسيحيّة، يظهر أوّلًا في التّوزيع العادل للخيور، والأجر العادل للعمل، والالتزام بنظام اجتماعيّ أكثر عدالة. فضيلة التّضامن تمارس أيضًا تقاسم خيور الإيمان الرّوحيّة، الّتي هي أهمّ من الخيور المادّيّة.